الله غفور رحيم ، ومنتقم جبار
قال الله تعالى:
نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ( 49 ) وأن عذابي هو العذاب الأليم ( 50 )
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو تقريب لمن في قلوبهم رجاء الإيمان ، وترهيب لمن يصرون على الشر إصرارا ، والتنبئ الإخبار الخطيرة ذات الشأن ، وأي خطر أعظم من أن يكون منعا لليأس من رحمة الله تعالى ، وأعظم من منع يستمر في غيه ، سادرا عن طريق الله تعالى .
{ نبئ عبادي} أخبرهم ذلك الخبر الخطير في ذاته ، الدال على عظمة الخالق في رحمته وفي عذابه{ أني أنا الغفور الرحيم} أكد سبحانه وتعالى هذين الوصفين لذاته ب ( أن ) ، وبالضمير ، والصفتين المتشابهتين ، فهو سبحانه يغفر لعباده لمن تاب وآمن وعمل صالحا ، وإنما التوبة للذين يعملون السوء بجهالة ، ثم يتوبون من قريب ، ويدعوهم سبحانه لأن يتوبوا ليغفر ، فيقول سبحانه:{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا . . .( 53 )} [ الزمر] وإن هذا الغفران من مقتضى رحمته لأنه يريد لعباده أن يكونوا أطهارا وأن يموتوا أطهارا ، ومن تدنس من أدناس العصيان يطالبه بأن يرحضه عن نفسه ، ليغفر له برحمته ، ويريد من عباده أن يعلموا الصبر والشكر نهاية أعمالهم في الدنيا .