وقوله:( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ) أي:أخبر يا محمد عبادي أني ذو رحمة وذو عقاب أليم .
وقد تقدم ذكر نظير هذه الآية الكريمة ، وهي دالة على مقامي الرجاء والخوف ، وذكر في سبب نزولها ما رواه موسى بن عبيدة عن مصعب بن ثابت قال:مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناس من أصحابه يضحكون ، فقال:"اذكروا الجنة ، واذكروا النار ". فنزلت:( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ) رواه ابن أبي حاتم ، وهو مرسل
وقال ابن جرير ، حدثني المثنى ، حدثنا إسحاق ، أخبرنا ابن المكي ، أخبرنا ابن المبارك ، أخبرنا مصعب بن ثابت ، حدثنا عاصم بن عبيد الله ، عن ابن أبي رباح ، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:طلع علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة ، فقال:"ألا أراكم تضحكون ؟ "ثم أدبر ، حتى إذا كان عند الحجر رجع إلينا القهقرى ، فقال:"إني لما خرجت جاء جبريل - عليه السلام - فقال:يا محمد ، إن الله يقول لم تقنط عبادي ؟ ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم )
وقال سعيد ، عن قتادة في قوله تعالى:( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ) قال:بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع من حرام ، ولو يعلم قدر عقابه لبخع نفسه "