ثمود ومدين
( الأيكة ) وهي جماعة الشجر الملتف المتكاثف ، فهي الغيضة الربعة الممتلئة ، وجمعها ( أيك ) وفرق بين المفرد والجمع بالتاء في المفرد .
و{ أصحاب الأيكة} هم قوم شعيب عليه السلام ، وقد صرح بذلك في سورة الشعراء ، فقال تعالى:{ كذب أصحاب الأيكة المرسلين ( 176 ) إذ قال لهم شعيب ألا تتقون ( 177 ) إني لكم رسول أمين ( 178 ) فاتقوا الله وأطيعون ( 179 )} [ الشعراء] . . .
إلى آخر الآيات الكريمات ، وقوله تعالى:{ إن كان أصحاب الأيكة لظاليمن ( 78 )} ، ( إن ) فيها هي المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن ، وإن الحال والشأن{ كان أصحاب الأيكة لظالمين} ، وهذه هي خبر كان ، واللام لام التوكيد ، أو المزحلقة كما يعبر النحويون ، وكانوا ظالمين ؛ لأنهم أشركوا ، وإن الشرط لظلم عظيم ، وكانوا ظالمين ؛ لأنهم كانوا يطففون في الكيل والميزان ، وكانوا ظالمين ؛ لأنهم فتنوا المؤمنين عن إيمانهم ، وكانوا ظالمين ؛ لأنهم هددوا نبيهم بالرجم ، وقالوا:{. . .ولولا رهطك لرجمناك . . .( 91 )} [ هود] ، وهكذا توالى ظلمهم وتسلل ؛ لأن الظلم يولد ظلما .