وقد بين الله سبحانه وتعالى أن الظلم عاقبته وخيمة ، فقال:{ فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين ( 89 )} .
الانتقام ليس هنا التشفي من الجاني والأخذ بغير حق ، بل معناها إنزال العقوبة مماثلة لما ارتكبه ، ولأنه كان ظلما متواليا ، واعتداء مستمرا ، فكان العقاب مماثلا له ، وشفاء لغيظ من جنى عليهم .
وإن أولئك ليعرفون أن ذلك أمامهم ، فالمتلات بين أيديهم{ لبإمام مبين} ، أي طريق بين واضح ينتهي بما انتهى به الأول ، والإمام هو ما يعلن ويؤتم به ، وأمامهم المثلات البينة الموضحة ، وإن عليهم إذ يعتبروا بغيرهم ، ولكنهم ضلوا عن بينة والعقوبة معلومة بينة .
هذه إشارات إلى قصة مدين مع نبيهم شعيب ، والجزاء الذين نالوه .