الانتقام: العقوبة لأجل ذنب ،مشتّقة من النّقم ،وهو الإنكار على الفعل .يقال: نقم عليه كما في هذه الآية ،ونقم منه أيضاً .وتقدم في قوله:{ وما تنقم منا} في سورة الأعراف ( 126 ) .وأجمل الانتقام في هذه الآية وبيّن في آيات أخرى مثل آية هود .
{ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ}
ضمير{ إنهما} لقرية قوم لوط وأيكة قوم شعيب عليهما السلام ..
والإمام: الطريق الواضح لأنه يأتمّ به السائر ،أي يعرف أنه يوصل إذ لا يخفى عنه شيء منه .والمبين: البيّن ،أي أن كلتا القريتين بطريق القوافل بأهل مكّة .
وقد تقدم آنفاً قوله:{ وإنها لبسبيل مقيم}[ سورة الحجر: 76] فإدخال مدينة لوط عليه السلام في الضمير هنا تأكيد للأول .
ويظهر أن ضمير التثنية عائد على أصحاب الأيكة باعتبار أنهم قبيلتان ،وهما مدين وسكان الغيضة الأصليون الذين نزل مدين بجوارهم ،فإن إبراهيم عليه السلام أسكن ابنه مَدين في شرق بلاد الخليل ،ولا يكون إلا في أرض مأهولة .وهذا عندي هو مقتضى ذكر قوم شعيْب عليه السلام باسم مَدين مرّات وباسم أصحاب الأيكة مرّات .وسيأتي لذلك زيادة إيضاح في سورة الشّعراء .