مدة لبثهم في الكهف
الكلام في قصة أهل الكهف موصول بنور الرحمة ، وفي الآية الأولى يتكلم سبحانه وتعالى عن مدة لبثهم في الكهف قد ضرب الله تعالى على آذانهم سنين عدة ، ذكرها أولا مجملة ، وفي هذه الآية ذكرها سبحانه مبينة بالعدد من السنين ، فقال سبحانه:
{ ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا 25} .
وقد قالوا إن هذه السنين كانت بالسنين التي أصل العدد في الإسلام وقد قدروها بثلاثمائة سنة شمسية – بين بسيطة وكبيسة- ولنا أن نقول:إنه سبحانه ذكر الثلاثمائة ، ثم زاد التسعة للتفرقة بين الشمسية والقمرية ، وإنك لو أحصيت على أساس أنه كل ثلاث وثلاثين سنة وثلث تقريبا يزداد العدد سنة قمرية ، فإن الفرق يكون تسع سنين ، انظر إلى إشارات القرآن البيانية التي تدل على الإعجاز خصوصا في أمة أمية لا تعرف الكتابة والحساب ، وإن أمر الله يؤكد هذا العدد ، وأنه لا يزيد ولا ينقص فقال تعالى:
{ قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا 26} .