قال الله تعالى مخاطبا نبيه وكليمه:{ قال قد أوتيت سؤلك يا موسى 36}
السؤل بمعنى المسئول ، كالخبز بمعنى المخبوز ، والأكل بمعنى المأكول ، و{ أوتيت} معناه أعطيته ، وصار بين يدك ما طلبت ، وذلك في نظرنا أبلغ منأجبت ؟ لأن الإجابة قد تكون بالقول ، ويتحقق مدلولها بعد ، إذ الإجابة لا تقتضي التحقق ، بل إنها ربما تكون بينها وبين التحقيق زمن ، والمجيب ليس بمخلفه ، وإنه بندائه سبحانه بالاسم تقريب وإدناء ، وإلقاء بالمودة التي لم يحرم منها كليم الله طول حياته ، ولئلا يقصى عليه أمر بني إسرائيل أمده الله تعالى بكل أسباب الصلاح ، ولكنهم كانوا قد مردوا على الذل ، ومرضت قلوبهم بالنفاق كما رباهم فرعون على الخنوع الذليل ، ولم يجد فيهم من يجيئهم بالرشاد والموعظة الحسنة والولاية الهادية الرشيدة .