ولما كان موسى لم يهدف من طلباته المخلصة هذه إلاّ الخدمة الأكثر والأكمل ،فإِنّ الله سبحانه قد لبى طلباته في نفس الوقت ( قال قد أُتيت سؤلك يا موسى ) .
إِنّ موسى في الواقع طلب كل ما كان يلزمه في هذه اللحظات الحساسة الحاسمة التي يجلس فيها لأوّل مرّة على مائدة الضيافة الإِلهية ويطأ بساطها ،والله سبحانه كان يحب ضيفه أيضاً ،حيث لبّى كل طلباته وأجابه فيها في جملة قصيرة تبعث الحياة ،وبدون قيد وشرط ثمّ وبتكرار اسم موسى أكمل له الإِستجابة وحلاوتها وأزال كل إِبهام عن قلبه ،وأي تشويق وافتخار أن يكرر المولى اسم العبد ؟
/خ36