عتب الله تعالى على كليمه هذا ، وكان على موسى أن يعتذر عما كان منه ، والله عليم بذات الصدور قال:{ هم أولاء على أثري} أشار إليهم ، ولم يأت ب "كاف"الخطاب تأدبا مع الله{[1487]} ، ولأنه سبحانه العليم ، فلا يحتاج إلى تنبيه بها إذ هو يخاطب العليم الخبير ، ومعنى{ أولاء على أثري} أنهم على مقربة مني ، ولا يضلون الطريق ، لأنهم ورائي ، ثم قال معتذرا عن تعجله:{ وعجلت إليك رب لترضى} ، أي كان الدافع على عجلي إليك محاولتي إرضاءك حاسبا أن المسارعة إليك ترضيك ، وقال كلمتين تقربا إليه سبحانه ومشيرا بهما إلى رغبة في ذلك التعجيل وهو أنسا بكلامه معه .
الكلمة الأولى هو{ إليك} ، أي عجلتي كانت إليك ، وأنت القريب إلى نفسي آنس بكلامك ، والكلمة الثانية هي{ رب} أي القائم على نفسي ، ومن صنعتني على عينك فإني أسارع إلى من صنعني على عينه جل جلاله .