البغتة المفاجأة التي لا تكون منتظرة ، ويكون وقعها شديدا ، والبهْت المجيء الذي يكون فيه دهشة وتحير ، قال تعالى:{. . .فبهت الذي كفر . . . 258} ( البقرة ) أي شدة وتحير ، ويطلق البهت على الكذب الذي لا أصل له ، ويحير العقول المستقيمة ، وتكون كل الظواهر كما قال تعالى في رمي أم المؤمنين عائشة:{. . .هذا بهتان عظيم 16} ( النور ) .
و{ بل} هنا للإضراب الانتقالي وتضمن الرد على طالبي ميعاد للوعد ، وقد استبطأوه ، والمعنى بل تأتيكم بغتة أي فجأة على غير ترقب وتوقع وانتظار منكم{ فتبهتهم} أي تفاجئهم فتدهشهم وتحيرهم ، وتحيط بهم{ فلا يستطيعون ردّها} أي لا يستطيعون دفعها ، بل إنها الواقعة التي لا مناص منها ، ولا خلاص ولا انفكاك عنها ،{ ولا هم ينظرون} لا يمهلون ، فلا يستطيعون تأجيلها فيه محدودة ، بميقات معلوم عند الله سبحانه وتعالى .
كان الني صلى الله عليه وسلم إذا عرض عليهم الدعوة إلى التوحيد ردوها ، وإذا مر بهم استهزأوا ساخرين ، وإذا رأوه استصغروه ، وهو القوى ، فواساه الله تعالى بذكر أن الاستهزاء شأن الكافرين ، وهو دليل عجزهم ، وإن استطالوا بألسنتهم وأفعالهم .
ولذا قال تعالى:{ ولقد استهزئ برسل من قبل فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون} .