/م37
40 - بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ .
بغتة: فجأة .
تبهتهم: تدهشهم وتحيرهم .
ينظرون: يمهلون ويؤخرون .
بل تأتيهم النار بغتة فجأة ؛فتحيرهم وتشل تفكيرهم ؛لأنهم تعجلوا عذاب الله ؛فكان الجزاء أن تأتيهم النار فجأة ،دون استعداد فتحيرهم بأهوالها ؛فليس لديهم قدرة على رد عذاب النار ؛ولا يعطون مهلة ؛ينظرون ويمهلون فيها ،إنه عذاب مفاجئ مباغت شديد قوى لا يملكون دفعه ولا تأجيله .
وقد قرأ الأعمش:
بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتََبْهَتُهُمْ ...على التذكير والضمير للوعد أو للحين .
قال الزمخشري في الآية:
فإن قلت: فإلام يرجع الضمير المؤنث في هذه القراءة ؟قلت: إلى النار أو الساعة ،أو إلى البغتة .1 ه .
والخلاصة: أن بعض المفسرين أرجع الضمير إلى النار ؛وبعضهم أرجعه إلى الساعة ،ويكون معنى الآية: بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ .
أي: بل تأتيهم الساعة الموعود بها وبعذابهم ،مفاجأة فتدهشهم وتحيرهم ؛فلا يستطيعون دفع الساعة أو ردها عنهم ؛ولا هم ينظرون ،ولا هم يمهلون لتوبة أو معذرة .