/م37
39 - لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ .
لا يكفون: لا يمنعون .
جواب لو محذوف ،والتقدير: لو يعلم الذين كفروا ما ينتظرهم من العذاب ،الذي يغشاهم من فوقهم ومن تحتهم ويشملهم من الأمام والخلف ،ويغشى وجوههم وظهورهم فلا يستطيعون دفعه ،ولا يجدون من ينصرهم ؛لما تعجلوا العذاب ،ولما استهزءوا بالنبي والمؤمنين .
وخص القرآن الوجوه والظهور بالذكر ؛لكونهما أظهر الجوانب ،ولبيان: أن العذاب سيغشاهم من أمامهم ومن خلفهم دون أن يملكوا له دفعا ،ولأن مس العذاب للوجه أشد وقعا وألما ،والإنسان منا حريص على المحافظة على وجهه ،وإذا تعرض وجهه للخطر دافع عنه بيديه ،فإذا اشتد الخطر اتقى العذاب بوجهه ،وتلك أخطر المراحل ،قال تعالى: أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة ...( الزمر: 24 ) .
وقال صاحب الظلال:
لو يعلمون ما سيكون ؛لكان لهم شأن غير شأنهم ،ولكفوا عن استهزائهم واستعجالهم ؛فلينظروا ماذا سيكون ؛ها هم أولاء تنوشهم النار من كل جانب ،فيحاولون في حركة مخبلة – يرسمها التعبير من وراء السطور – أن يكفوا النار عن وجوههم ،وعن ظهورهم ؛ولكنهم لا يستطيعون ،وكأنما تلقفتهم النار من كل جانب .1 ه .
فلا يستطيعون ردها ،ولا يجدون ناصرا ينصرهم في ذاك اليوم .