الحرام:الممنوع من الله تعالى ، أو من الطبع ، أو نحو ذلك ، والحرام هنا ما حرمه الله تعالى على نفسه ، وهو تأكيد لرجوع الناس جميعا إليه سبحانه وتعالى ، أي حرم الله تعالى على نفسه ألا يرجع الذين هلكوا ، والمعنى:أوجب الله تعالى على نفسه أنهم إليه راجعون ، لأنه إذا كان عدم الرجوع فيكون الواجب الرجوع ، ولذا فسر الكثيرون ، حرام بمعنى وجب أن يرجعوا .
والقرية الجماعة المجتمعة في مدائن عظيمة أو مدائن متقاربة ، وقوله تعالى:{ أهلكناها} إشارة إلى عقاب الدنيا الذي ينال الضالين ، وهو الهلاك والدمار ، كما أغرق قوم نوح ، وأهلك قوم عاد ، وكالريح الصرصر العاتية التي أهلكت ثمود .
وقد ذكر سبحانه وتعالى هلاك الآثمين في الدنيا ، وقال تعالى:{ كل إلينا راجعون} أي أوجب الله على نفسه أن يرجعوا ، كما أوجب سبحانه وتعالى الرحمة على نفسه للمتقين الأبرار .
قوله:{ أنهم لا يرجعون} تقديم الجار والمجرور في معنى الاختصاص ، أي أنهم لا يرجعون إلا إليه وحده ليتولاهم بعذابه في الآخرة كما تولاهم بالهلاك في الدنيا جزاء ما قدمت أيديهم ، فرجوعهم سبحانه وتعالى إليه وحده إنذار بعذابهم على ما اجترموا في جنب الله العزيز الحكيم .