{ يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد 12} .
أي أن هذا الذي انقلب على وجهه وتشاءم بالإسلام يعود مرتدا إلى من لا يضر وما لا ينفع ، فإذا كان لم يعجبه دين الله تعالى وتشاءم إذا أصابته فتنة يختبر بها إيمانه وتسليمه الأمور إلى الله تعالى خالق كل شيء الذي ينفع ويضر ، فقد رجا ما لا يضر وما لا ينفع ، لقد ترك دعاء الله تعالى وحاد إلى دعاء ما لا يضر وما لا ينفع ، و{ دون الله} معناها غير الله ،{ ما لا يضره} ، أي الذي لا يضر ، أي ليس سبب فيه التشاؤم الذي بغض إليكم دين الحق لأنكم فتنتم فيه ليختبر مقدار تسليمكم لله ، وقد زعمتم أنه لا يضر إيمانكم به ، فهو أيضا لا ينفعكم ، ولذا كرر اسم الموصول ، أي يدعون ما لا يضر ، وهو أيضا ما لا ينفع ، فالإسلام دين الله الذي يضر وينفع أما غيره فدين ما لا يضر وما لا ينفع .
وإنكم إذ خرجتم من دينكم ، فقد خرجتم من الهدى إلى الضلال ، ولذا قال عز من قائل:{ ذلك هو الضلال البعيد} ، أي ذلك الذي كان منكم ، وهو أنكم تريدون الأقدار على ما تحبون ، وتسير على ما تشتهون هو الضلال البعيد ، أي الذي تبتدئون السير فيه حاسبين أنه هداية ، وكلما أوغلتم بعدتم عنها بعدا طويلا ، وبذلك تمنعون في الضلال والتيه إمعانا .