ولقد بين الله تعالى إجابتهم ، فقال:{ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ( 85 )} السين لتأكيد القول ، أي سيكون جوابهم حتما:لله ، لما ذكرنا من أنهم يعلمون أن خالق الكون كله بما فيه ومن فيه هو الله تعالى لا ريب عندهم في ذلك ، ولكنهم يفصلون النتيجة عن مقدماتها ، فعلمهم بالخالق كان يوجب عليهم ألا يعبدوا غيره ؛ لأن العبادة نتيجة الخلق والتكوين ، ولذا قال تعالى:{ قل} والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم{ أفلا تذكرون} ( الفاء ) لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، أي لترتيب التذكر على إيمانهم بأن الله تعالى خالق الأرض وما فيها ، أي إذا كنتم تعلمون هذا وتؤمنون فألا تذكرون ، والاستفهام إنكاري لإنكار الواقع ، أي أنهم في الواقع لا يتذكرون ، ولا يربطون المقدمات بنتائجها ، والذكر هو إدراك موجبات العقل ، والحقائق التي تؤمن بها القلوب .