{ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ( 48 ) وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ( 49 )} .
هذا موضع الكشف عن ضمائرهم ، وهو الخضوع لحكم الله ورسوله ، وإذا دعوا إلى الله ورسوله ، والدعوة إلى الله ورسوله ، ليحكم بينهم ، الضمير يعود عليهم ، على أنه ضمير الواحد مع أنهما اثنان الله ورسوله ، ولكن لوحدة حكمها ، وأنه واحد ، عاد الضمير عليهما بالواحد ، وذلك كقوله تعالى:{ من يطع الرسول فقد أطاع الله . . . ( 80 )} [ النساء] ، مع هذا الإيمان الذي أظهروه ، والطاعة التي أبدوها يفاجأون بأن فريقا منهم يعرض ، فإذا الفجائية تدل على المنافرة الشديدة بين ما يعلنون من إيمان وطاعة ، وبين ما يظهر من حالهم من معاندة الأحكام وعدم خضوع لها ، ووصف سبحانه إعراضهم مؤكدا له بالجملة الاسمية ، وتصديره بكلمة ( هم ) ، ووصفهم بالإعراض كأنه حالهم المستمرة ، ولا علاقة بين ما أعلنوا وأظهروا ، وبين ما أسروا وأخفوا .