وقد بين الله تعالى أن هذا الثبور الذي نادوه لاجئين إليه من عظيم الإحساس بالآلام أو متحرين مما نزل بهم ، ليس ثبورا واحدا ، بل هو هلاك متتال ، لا قصور فيه ، فقال تعالى:{ لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ( 14 )} .
النهي عن أن يدعوا وينادوا ثبورا واحدا ينقذهم من آلامهم ، أو يتحسرون به لما هم فيه ، بل هو ثبور متوال عليهم وقتا بعد آخر ، لأن أسبابه قائمة مستمرة باستمرار حالهم وهي إلقاؤهم في مكان ضيق ، يلقى بضيقه وعذابه ووضع الأصفاد التي تجمع أيديهم إلى أعناقهم ، فتستمر دعوة الثبور ونداؤهم ما داموا في جهنم ، وهي خالدة إذ هم فيها خالدون ، وكلما نضجت جلودهم بدلهم الله تعالى جلودا غيرها ليذوقوا العذاب المستمر .
هذه حالهم ، وهي حال هلاك مستمر ينادونه ويطلبونها تحسرا ، أو إنقاذا مما هم فيه ، فهي حياة هلاك متجدد آنا بعد آن