لكنّهم يجابون عاجلا ( لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً ) .
على أية حال ،فلن تنفعكم استغاثتكم في شيء ،ولن يكون ثمّة موت أو هلاك ،بل ينبغي أن تظلوا أحياء لتذوقوا العذاب الأليم .
هذه الآية في الحقيقة تشبه الآية ( 16 ) من سورة الطور حيث يقول تعالى ( أصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنّما تجزون ما كنتم تعملون ) .
مَن هو المتكلم مع الكافرين ها هنا ؟القرائن تدل على أنّهم ملائكة العذاب ،ذلك لأنّ حسابهم مع هؤلاء .
وأمّا لماذا يقال لهم هنا: ( لا تدعوا ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً ) ؟ربّما كان ذلك لأنّ عذابهم الأليم ليس مؤقتاً فينتهي بقول ( واثبورا ) واحداً ،بل ينبغي أن يرددوا هذه الجملة طيلة هذه المدة ،علاوة على أنّ العقوبات الإِلهية لهؤلاء الظالمين المجرمين متعددة الألوان ،حيث يرون الموت أمام أعينهم إزاء كل مجازاة ،فتعلوا أصواتهم ب ( واثبورا ) ،فكأنّهم يموتون ثمّ يحيون وهكذا .