حال المشركين يوم القيامة
{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} هذا معطوف على{ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ} ، وقوله تعالى{ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} ، هذا التعبير كناية عن تحسره وغيظه وندمه على أن فاته وقت العمل ، وقد ووجه بعاقبة ما أهمل ، وإنكاره ليوم البعث الذي رآه رأي العين ، وشاهده وهو الآن يلقي ويلاته وآلامه .
ولسان حاله يقول:{ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} ويا هنا ليست للنداء ، ولكنها للتنبيه على ما يتمناه نفسه وقد فات وقت الأماني ، وتمني الأماني ، وقد فات وقتها ، وسجل عليه فواتها ، أو نقول إن يا للنداء ، وتنادي فيه الأماني التي فاتته نادما ، ولات حتى يندم .
والأمنية التي كان يتمناها ، وهي قوله:{ اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} ، أي لم أفارقه ، ولم أعانده ، ولم أكذبه ، وقد كان الصديق الأمين ، والرسول هو محمد صلى الله عليه وسلم ، وإن البيان كمال شخصه ورسالته ، ومعنى{ اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} أي سرت في مساره غير مفارق سبيله الذي اختار ، وتنكير سبيلا للإشارة إلى كرم طريق الرسالة والهداية الذي فارقه ، ولم يسر فيه ، بل ضل عنه ضلال بعيدا .
والظالم هو من اتصف بالظلم في عبادته فأشرك ، وإن الشرك لظلم عظيم ، أو آذى المؤمنين أو كان يعثوا في الأرض فسادا ، فليس المراد شخصا أو أشخاصا ، وإن كانت الآية قد اقترن نزولها بظلمهم .