ويقف المنحرفون الكافرون يوم القيامة وقفة الحسرة والندامة ،حيث يواجهون نتائج العلاقات المنحرفة التي أدّت بهم إلى الكفر والضلال ،بفعل الأجواء الحميمة التي تثيرها في النفس ،وبتأثير المشاعر الحبيبة التي تنفذ إلى الإحساس ،وبإثارة الأفكار الضالّة التي تدفع العقل إلى الغيبوبة في أعماق الضلال ،من خلال الرغبة في الوقوف مع الأصدقاء ،وهذه صورة حية من صور هذه النماذج القلقة النادمة في يوم القيامة ،من خلال صورة هذا النموذج الحائر الملتاع في أجواء الحسرة والندامة .
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} كما يفعل النادم الذي يكتشف ضياع الفرصة الذهبية منه ،أو وقوعه في مواقع الخيبة والخسران بعد فوات الأوان ،فلا يجد لديه أيّ شيء يمكن أن ينفّس فيه عن غيظه من نفسه ،إلا أن يعض أصابعه .وهكذا يرى هذا الإنسان الظالم نفسه بالكفر والضلال ،كيف أنّ علاقته بالكافرين والضالين ابتغاء مطمعٍ ،أو شهوةٍ ،أو رغبةٍ ،أو غفلةٍ ،هي السبب في وقوفه موقف الخزي يوم القيامة ؛ويتذكر الشخص الذي كان له التأثير السلبي على مصيره ،من خلال تأثيره على قناعاته وقراره ،ما أبعده عن العلاقة الإيمانية بالرسول الّتي يجد فيها الآن موقع النجاة .
{يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً} حيث كان يبلغني رسالات الله ويبصرني مواقع الخير والفلاح في الدنيا والآخرة ،ويشق لي طريق الهدى والنجاة في ما آخذ به أو أدعه من قضايا الحياة وشؤون المسؤولية .فلقد كانت الغفلة تحجبني عن التطلع إلى آفاق الرسالة في انطلاقات الشروق الروحي في وحي الله ..