..{يا وَيْلَتَي} أي يا هلاكي ،حيث يتعاظم الشعور بالحسرة والندامة حتى يتحوّل إلى ما يشبه الاستغاثة والمناداة بالويل الذي يعبر عن الإِحساس المباشر العميق بالهلاك .
{لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً} هذا الإنسان الذي عشت معه الصداقة الحميمة التي كانت تنفذ إلى مشاعري العميقة فتحجب عني وضوح الرؤية للأشياء ،وتواجه أفكاري بالصدمة التي لا يثبت فيها أيّ فكر أمام حرارة الشعور ،ولا يصمد فيها أيّ حقٍ أمام باطل العاطفة في ليالي السمر التي يغفل الإنسان فيها عن نفسه فيستسلم إلى غيره ،وفي أجواء الشهوات التي يفقد فيها إرادته ،فلا تتماسك معها مواقفه ،كيف لم أنتبه إلى طبيعة فكره ،وسوء موقفه ،وبعده عن ربه ،وعبادته لشهواته ؟!كيف غاب عني هذا كله ،فلم أر منه إلا الصورة الحلوة ،والشعور الحميم ؟!