هذه قصة موسى وفرعون ، والمقاولة التي جرت بين موسى الكليم ، وفرعون الجبار العنيد ، وإن فيها جزءا لم يذكر في قصة موسى وهارون ، وهي المجاوبة التي كانت بين كليم الله ومربيه حتى بلغ رشده ، وفيها عتب المربي ودفاع من تربي ومجابهته بالحق القوي الصريح ، وجاء ما هو مذكور في غير هذا الموضع من قصة العصا ، ثم قصة النجاة ، التي سنذكرها في موضعها فيما يلي ، وإن ذكر التربية هو الذي اختصت به القصة ، وجاء ذكر المعجزة ، وأعمال السحرة تابعا ، ولا يعد ذلك تكرارا لأصل القصة ، إن كان طاغوت فرعون يذكر فيما تشبه التكرار تنبيها على الظلم والطغيان ، كما يكرر ذكر طلب التوحيد ، والنهي عن الشرك .
الواو عاطفة هذا الكلام على ما سبقه ، أو دالة على الاستئناف و{ إذ} متعلقة بمحذوف ، تقديره اذكر ، أي اذكر لقومك قصة موسى ، والتعبير بربك إشارة إلى أنه الكالئ الحامي المدبر القيوم على كل شيء ، أنحرف تفسير للنداء ، نداء الله تعالى جلت قدرته ، فالنداء{ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( 10 ) قَوْمَ فِرْعَوْنَ}