وإنهم ليتركون الفطرة ، ولذا قال تعالى:{ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} تذرون ، فعلها الماضي لا يذكر ، ولكن الزمخشري ذكره في كتابه أساس البلاغة ونص على أنه يقال:ذروا هذا الأمر ، فيقولون وذرناه .
{ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم} تدل على الترك والإهمال ، وتلك إحدى الكبر ، كأنهم يرتكبون أمرين:أولا الفعل مع الذكران ، وإهمال الأزواج ، ولذلك قالوا إن التعبير ب{ تذرون} أبلغ من تتركون ، والآية تدل على أن الفطرة هي ما يكون مع الأزواج ، والآخر ضد الفطرة
ثم صرح الله تعالى بأنهم ظالمون وعادون ، فقال عز من قائل:{ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} بل للإضراب الانتقالي بأن انتقل من وصف عملهم الآثم ، إلى وصف أشخاصهم ، و( عادون ) جمع عاد ، وهو الظالم المعتدي الذي تجاوز الحد ، فقد تجاوزوا حد الفطرة ، وخرجوا عليها ، وشذوا عن الإنسانية .