{ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ( 216 )} .
الفاء للإفصاح ، والضمير في عصوك يعود إلى الأقربين ، وإلى المؤمنين ، وربما نميل إلى أن تكون على المؤمنين فقط ، لأنه أقرب مذكور ، ولأن خفض الجناح لهم مشروط بأنهم مؤمنون لا يعصون ، فإن عصوك أيها الرسول فتبرأ منهم ، فإنك تخفض الجناح لتربيتهم وتهذيبهم ، وإبقائهم على الحق لا يخرجون عنه ، فإن خرجوا فتبرأ منهم ، وقل{ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ} ، ويكون فيه عصيان لي ، ولا يعتمد عليهم في هذا العصيان ، والاعتماد كله يكون على الله ، ولذا قال من بعد .
{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ( 217 ) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ( 218 ) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ( 219 ) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 220 )} .