ثمّ تأتي المرحلة الرّابعة وهي أن الاعداء لم يقبلو دعوتك وعصوا أوامرك .فلا تبتئس ولا تحزن: ( فإن عصوك فقل إنّي بريء ممّا تعملون ) ...ليعرفوا موقفك منهم !
والظاهر أنّ الضمير في عصوكيعود على عشيرة النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) الأقربين ...أيْ إذا لم يذعنوا بعد دعوتك إياهم للحق ،وواصلوا شركهم وعنادهم ،فعليك أن تبيّن موقفك منهم ،وهذا التوقع الذي احتمله القرآن حدث فعلا ،كما سنذكر ذلك في البحوث القادمة ،إذ امتنع الجميع عن قبول دعوة النّبي ما عدا علياً( عليه السلام ) ...فبعضهم لاذ بالصمت ،وبعضهم أبدى مخالفته عن طريق الاستهزاء والسخرية ...