{ إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ( 51 )} إيمان قوي وصبر على البلاء ، ورجاء ما عند الله العزيز الحكيم ، وذكروا طمعهم في غفرانه ، ولم يذكروا تأكدهم منه ؛ لأن شأن المؤمن الذي يذكر سيئاته أن يرجو ولا يطمع ، ويخاف ولا يتأكد ، ولتذكرهم لما أخطئوا به في جنب الله لم يذكروا طمعهم إلا أن يغفر لهم خطاياهم ، والخطايا جمع خطيئة ، وهو الإثم الذي استغرق النفس حتى امتلأ بالباطل ، وكذلك كانوا في عهد الرحمن ، وأي خطيئة أعظم من أن يعبدوا فرعون وهو الجبار حتى طمع فيهم وأذلهم ، وأذل أرض مصر ومن فيها .
وقد قالوا في الخير الذي فعلوه مقابلين به الطمع في الغفران{ أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} من أهل مصر قوم فرعون ، وأن وما بعدها مصدر في موضع باللام المحذوفة . وتقدير القول ، لأن كنا أول المؤمنين أي لكوننا أول المؤمنين .