الحال الخامسة هو ما يرجوه إبراهيم الذي كان في حياته أمة ، كما يقول تعالى:{ إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا} وهو{ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين} أي أنه يطمع ويسمى طلبه طمعا ، استصغارا لحسناته ، واستكبارا لسيئاته كشأن أهل الورع الذين يتقون ويخافون ، وتستشعر نفوسهم الخوف دائما ، كما كانت حال محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان لعظيم مكانته يطلب رحمة الله بالمغفرة لا بالجزاء . والخطيئة هي الذنب الذي يستغرق النفس ، ويستولي عليها ، وقد كان إبراهيم كسائر النبيين يحسب ذنبه كبيرا ، وحسناته صغيرة ، ويوم الدين هو يوم الحساب والجزاء .