وذكر سبحانه معجزة أخرى لموسى .
هذه آية أخرى ليأنس موسى ربه ، وأنه الذي خاطبه ، وأنه رسول من رب العالمين إلى الناس ، وهي أن يدخل يده في جيب قميصه بلونها الطبيعي الظاهر ، المتوافق مع سائر جسمه ، ويخرجها من الجيب فيراها بيضاء ناصعة البياض من غير سوء من بهق أو نحوه ، وتلك آية أخرى هي واحدة من تسع آيات إلى فرعون وقومه ، ثم ذكر ما يدل على العناية بهم في الاستدلال بتسع ، إنهم كانوا قوما فاسقين ، و( كانوا ) تدل على استمرارهم في التوغل في الفسق ، وهو الخروج عن كل معقول ، ورفض كل مقبول ، وأنهم قوم لا يفقهون حديثا .
وفي ذكر هذه الآيات عند بعثه إلى فرعون وقومه دلالة على أنه يذهب إليه مزودا بآيات تترى آية بعد آية وكل آية حجة عليهم ، ودليل قاطع ، ولكنهم أصروا على كفرهم حتى أغرقوا .