ثم أشار تعالى إلى آية خارقة غير العصا ،آتاه إياها ،بقوله:{ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} أي آفة كبرص{ فِي تِسْعِ آيَاتٍ} أي غيرها تؤتاها ،إذا جحد فرعون رسالتك .وهي ضرب ماء النهر بالعصا فينقلب دما .وإصعاد الضفادع على أرض مصر .وضرب التراب فتمتلئ الأرض قملا .وإرسال الجراد عليهم .والوباء الشديد .وإصابة أجسادهم بالقروح والدمامل والبثور .وإهلاك حصادهم بالبرد الشديد .وتغشيتهم بظلام كثيف ،على ما روي .وفي{ تسع} .أوجه:أحدها أنها حال ثالثة ،أي تخرج أية في تسع آيات .والثاني أنها متعلقة بمحذوف ،أي اذهب في تسع .والثالث أن يتعلق بقوله{ وألق عصاك}{ وأدخل يدك} أي في جملة تسع آيات .و ( في ) بمعنى ( مع ){ إِلَى فِرْعَوْنَ} أي مرسلا بها إلى فرعون{ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} أي خارجين عن الحدود ،في الكفر والعدوان .وهذا تعليل للإرسال .