وقوله تعالى:{ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} استثناء منقطع .استدرك به ما عسى يختلج في الخلد من نفى الخوف عن كلهم .مع أن منهم من فرطت منه صغيرة ما ،مما يجوز صدوره عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .فإنهم وإن صدر عنهم شيء من ذلك ،فقد فعلوا عقيبه ما يبطله ،ويستحقون به من الله تعالى مغفرة ورحمة .وقد قصد به التعريض بما وقع من موسى عليه الصلاة والسلام من وكزه القبطي والاستغفار .قاله أبو السعود .وسبقه الزمخشري حيث قال:يوشك أن يقصد بهذا ،التعريض بما وجد من موسى .وهو من التعريضات التي يلطف مأخذها ،وسماه ظلما كما قال موسى:{ رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي}