ثم أمره تعالى أن يلقي عصاه من يده ليريه دليلا واضحا على أنه القادر على كل شيء ،بقوله:{ وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ} هو ضرب من الحيات ،أسرعه حركة وأكثره اضطرابا{ وَلَّى} أي من الخوف{ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ} أي لم يرجع على عقبه من شدة خوفه{ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} أي لحفظي لهم وعنايتي بهم وعصمتي إياهم مما يؤذيهم .وفيه تبشير له باصطفائه بالرسالة والنبوة .وتشجيع له بنزع الخوف .إذ لا يتمكن من أداء الرسالة ،ما لم يزل خوفه من المرسل إليه .