وحيث أنّ الصدع بالرسالة والبلاغ ( وأية رسالة وبلاغ ...رسالة إلى جبار مستكبر ظالم كفرعون ) ،لابدّ له من قوّة ظاهرية وباطنية وسند على حقانيته ...فلذا أمر موسى بأن يلقي عصاه: ( وألق عصاك ) .
فألقى موسى عصاه ،فتبدلت ثعباناً عظيماً ،فلمّا رآه موسى يتحرك بسرعة كما تتحرك الحيّات الصغار خاف وولّى هارباً ولم يلتفت إلى الوراء: ( فلما رآها تهتزّ كأنّها جان ولّى مدبراً ولم يعقِّب ){[2979]} .
ويحتمل أنّ عصا موسى تبدلت بادئ الأمر إلى حيّة صغيرة ،ثمّ تحولت إلى أفعى كبيرة في المراحل الأُخر !
وهنا خوطب موسى مرّة أُخرى أن ( يا موسى لا تخف إنّي لا يخاف لديّ المرسلون ) فهنا مقام القرب ،وحرم أمن الله القادر المتعال .
وهنا لا معنى للخوف والوحشة .ومعنى الآية: أن يا موسى إنّك بين يدي خالق الوجود العظيم ،والحضور عنده ملازم للأمن المطلق !.
ونقرأ نظير هذا التعبير في الآية ( 31 ) من سورة القصص: ( يا موسى أقبلولاتخف إنّك من الآمنين ) .