هذه الآية تدل على أن المشركين في مكة كانت عندهم بقايا من الديانات ، وخصوصا ملة إبراهيم ، ولكن نفوسهم مرنت على الإنكار واستمرأت الجحود ، واستغرقتم المادة ، فلا يؤمنون إلا بما يوائمها ويوافقها ، وذلك بقولهم{ لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ} ، أي قبل أن يجيء محمد ، وأكد الوعد باللام ، وبقد ، وينتقلون من الإنكار المطلق إلى ادعاء كذب هذا الوعد ، وكان من أبيهم مكان شرفهم الذي يعتزون ، به ويقولون{ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} إن نافية ، والمعنى ما هذا إلا أساطير الأولين ، اكتتبها ، فهي تملي عليه بكرة وأصيلا .
وهكذا يشتطون في القول حتى ليصلوا إلى اتهام إبراهيم مناط شرفهم وعزتهم بأنه يأتي بأساطير .