بقي أن يذكرهم سبحانه بما نزل بمن كانوا على إنكارهم فقال عز من قائل:
{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ( 69 )} .
الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أمر للتذكير بالعذاب الذي نزل بإخوانهم ، وقريب منهم آثار عاد وثمود وأصحاب الأيكة ، وقوم لوط وغيرهم .
والسير في أراضي هؤلاء للاعتبار والعظة ، والعلم بما أنزله الله تعالى بهم ، ولذا قال تعالى:{ فانظروا} نظرات عظة واعتبار ومعرفة بأنه سينزل بهم مثل ما نزل بهؤلاء لأنه إذا تساوت الأسباب فالنتيجة واحدة .
وقوله{ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} ، الفاء عاطفة للترتيب والتعقيب أي أن نتيجة السير أن تنظر نظرات اعتبار إلى عاقبة المجرمين ، وما آل إليه أمرهم بعد أن طغوا في البلاد ، وأكثروا فيها الفساد ، وعبر بالمجرمين لبيان آثار إجرامهم في الأرض ونهايته ، ولبيان أن المؤمنين مهما يكونون ضعفاء لا يمكن أن يكونوا مجرمين .