{ ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار} هذا في مقام التعليل لضراعتهم بالوقاية من النار ، وهو تعظيم لأمر العقاب يوم القيامة ، وفيه فوق ذلك شعور بالعدالة إذا وقع العقاب ، إذ إنه يكون من ظلم المرتكب ، وفيه أيضا بيان ان العقاب إن أراده الله فلا مناص منه ، ولا منجاة بنصر ناصر ، او شفاعة شفيع ، وأعظم ما فيه من الخزي امام الله واهب الوجود ، ومولى النعم وذي الجلال والإكرام ، والخزي في أصل معناه الوقوع في بلية ، وقد يطلق على الوقوع في البلايا المعنوية بان يكون قد ارتكب أمرا يتعير به امام الناس ولا مناص لرد اعتباره ، وقوله تعالى:{ فقد أخزيته} يتضمن هذه المعاني ، فقد أوقعهم سبحانه في بلية لا يستطيعون التخلص منها ، وهم في عار معنوي لنهم نالوا سخط الله تعالى ، وذلك بظلمهم ، وقد أكدوا استحقاق المجرمين ، وعدم خلاصهم منه بقولهم{ وما للظالمين من أنصار} أي ان المذنبين ظالمون فهم معقبون بحق ولا ناصر لهم ، و( من ) دالة على استغراق النفي ، أي لا ناصر لهم أيا كان ، وفي ذلك إشارة إلى انفراد الله تعالى بالسلطان .