{ وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما}
أي إنه إذ لم يستطيعا إصلاح ما بينهما ، ولم يصلح غيرهما ذلك الإصلاح لم يبق إلا أن يتفرقا وهذا ما تقتضيه الفطرة ، ولذلك أسند التفرق إليهما معا ، لا إلى أحدهما ، لأن التفرق بالطلاق نتيجة تفرق القلوب وإنه إذا كانت هذه الحال أغنى الله كل واحد عن الآخر من سعة الرحمة التي يرحم بها عاده ،{ وكان الله واسعا حكيما} وكان الله تعالى ولا يزال واسع الرحمة فكلمة "واسعا"على تقدير مضاف ، وهو الرحمة وكان لا يزال حكيما يشرع بعباده بمقتضى حكمته ما هو أصلح لهم ، ولو كانت النفوس تنزعج له أو تبغضه ، وإن المرأة الفاضلة الكريمة إذا أعرض زوجها أو استعلى عليها ولم يمكن إصلاح ستجد من المجتمع من يقدر فضلها ، ويبدلها من الناشز عدلا من الرجل ، اللهم أصلح أمورنا ، وابسط المودة بيننا إنك سميع الدعاء .