{ لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى
بالله شهيدا}
/م163
جحد أهل الكتاب وكفروا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم وطلبوا إليه أن يأتي بشهادة من عند الله ، وعينوا الشهادة بأن تكون كتابا كما قال تعالى:{ يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء . . .( 153 )}( النساء ) فرد سبحانه وتعالى عليهم بقوله تعالى:{ لكن الله يشهد بما أنزل إليك} فالاستدراك هنا عن مستدرك من كلامهم وجحودهم ، فالمعنى إذا كانوا لا يقرون بالحق ويذعنون له ، فالله تعالى شاهد بالحق وأي بينة أجل من بيان الله تعالى تلزم المنكرين أنى يكونون ، والشهادة هي قول الحق المبني على اليقين القاطع ، وشهادة الله أقوى وثيقة في هذا الوجود ، وكانت شهادته بالإعجاز في القرآن المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وقد أنزله الله تعالى بعلمه وإرادته وحكمته فهو حجة النبي صلى الله عليه وسلم وشهادة الله تعالى بالصدق . وشهادة الملائكة تبع لشهادة الله تعالى ، وشهادتهم تكون يوم القيامة ، يوم الحساب والعقاب ، فشهادة الله تعالى للنبي وعليهم ، وشهادة الملائكة عليهم يوم الحساب والعقاب .
وقد ختم سبحانه وتعالى الآية بقوله:{ وكفى بالله شهيدا} أي أنه لا عبرة بإنكار المنكرين بعد شهادة الله تعالى ، ففيها عزة الحق وخفض الباطل ، ولم تذكر هنا شهادة الملائكة لأنها تبع لشهادة الله تعالى ، وفي ذكر المتبوع غناء عن التابع ، والله سبحانه وتعالى على كل شيء شهيد .