{ ولهديناهم صراطا مستقيما}
/م66
الصراط هو الطريق ، والمستقيم هو الذي يوصل إلى غايته أو هدفه ، ويقول علماء الهندسة:إن الخط المستقيم هو أقرب خط بين نقطتين ، فالصراط المستقيم هو أقرب طريق يوصل إلى الحق ، والهداية هنا هي التوفيق لأقرب طريق موصل إلى الله تعالى . ومعنى النص الكريم:من أجاب داعي الحق ، وقام بالأوامر والنواهي على وجهها الأكمل ، وفقه الله تعالى إلى طريقه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ، ويصل بذلك إلى القرب من الله تعالى ، فإن الذي يتقرب إلى الله بالطاعات يصل إلى إدراك نوراني لحقائق العبودية . ولقد قال البيضاوي في تفسير هذه الآية:( يصلون بسلوكه جناب القدس ، ويفتح عليهم أبواب الغيب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم"{[759]} ، وإنه قد ورد أن العبد يتقرب إلى الله تعالى بنوافل الطاعات حتى يصير الله تعالى بصره الذي يبصر به وسمعه الذي يسمع به ) .
وإن الأساس في الارتفاع إلى هذه المقامات العليا هو طاعة الله وطاعة رسوله ، ولذا قال سبحانه:{ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين} .