ولعظمة ذلك اليوم وعذابه قال تعالى:(من يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ) .
الضمير الذي يعتبر نائب فاعل يعود على عذاب يوم القيامة العظيم ، وهناك قراءة بالبناء للفاعل{[1004]} ويكون المفعول محذوفا ، والضمير يعود إلى ربي أو إلى الله المذكور تعالى في قوله:( أغير الله أتخذ وليا ) على آخره ويكون المعنى على هذه القراءة من يصرف الله تعالى عنه هذا العذاب العظيم في ذلك اليوم فقد رحمه وعلى أي حال فالضمير في قوله تعالى:( فقد رحمه ) يعود على الله ، ولهذا اختار ابن جرير الطبري قراءة البناء للفاعل إذ يكون الصارف الدافع للعذاب هو الرحيم فالنسق يكون واضحا .
و ( يومئذ ) من إضافة الوقت إلى الوقت أي ذلك في يوم ذلك الوقت وهو يوم القيامة وكان ذلك رحمة من الله لأن العذاب يكون عظيما وذهاب العذاب ودفعه رحمة ، ومع ذلك فهناك الجنات التي تجري من تحتها الأنهار ، والنعيم المقيم فالرحمة إيجابية وسلبية فالسلبية دفع العذاب والإيجابية الهداية ، فإنها في ذاتها رحمة ثم ما يعقبها من جزاء . ثم ما هو فوق ذلك وهو رضوان الله تعالى .
وذلك كله من الرحمة المتنوعة المتعددة وهو الفوز المبين الواضح الذي لا يماري فيه إلا جهول .