( وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ) .
الحياة التي تسمى حياة في نظرهم ولا شيء سواها حياة الدنيا ، هذه الجملة تفيد ثلاث فوائد:
أولها:نفى وجود أي حياة غير الحياة التي يعيشونها ولو كانت هذه الحياة هي الدنيا وليست العالية القويمة .
الثانية:أنهم ينسبون الحياة إليهم لاستمتاعهم فيها وما فيها من لهو ينغمسون فيه ، وعبث يعبثونه .
الثالثة:إنكارهم صراحة لبعثهم وتأكيد النفى بالياء وبالجملة الاسمية .
لقد قالوا ذلك القول في الدنيا بلا ريب ولكن كلمة ( قالوا ) في هذا النص ، أهي معطوفة على كلمة ( لعادوا ) وقولهم هذا يكون على فرض عودتهم ، وهو هو الظاهر ويكون قوله تعالى:( وإنهم لكاذبون ) جملة اعتراضية مؤكدة لمعنى عودتهم إلى ما كانوا عليه إن عادوا إلى الدنيا إذ هي تكذيب ادعاء أنهم لا يكذبون بآيات ربنا ، ويكونون من المؤمنين .
ويصح أن تكون ( وقالوا ) كلام سيق مستانفا للمقابلة بين حالهم التي يرونها في الآخرة إذ يرون الهول عيانا ، وقد ينكرون البعث ويؤكدون الإنكار له ، وها هم أولاء يرونه ويتمنون ما يتمنون .