وماذا كان موقف من آمنوا عن بينة ، وعرفوا الفرق بين السحر والمعجزة لقد قوى إيمانهم ؛ لأن الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب ، سكن فيها ، ولا يستطيع أحد ولو كان فرعون ، ومن يحاكيه أن يخرجه من الصدور ؛ لأنه وديعة القوي الجبار الرحمان الرحيم .
قالوا:{ إنا إلى ربنا منقلبون} .
{ منقلبون}:أي عائدون إلى ربنا ، وهو القوي ، فنحن قد لجأنا إلى ركن لا تقوى عليه أنت ومن معك ممن ألفناهم أتباع ظلم وطغيان ، إنا عائدون إليه ، وسيكون لنا النعيم الخالد ، وهو يعوضنا من أذاك ، وقد تحررت قلوبنا ورقابنا من طغيانك ، يا من ألعن من في هذه الأرض ، ومعك من يحاكيك عن جهل ( أو عن علم ) في غير عصرك .