وتعريف{ الإنسان} تعريف الجنس مراد به الاستغراق وهو استغراق عرفي لأنه يستغرق أفراد النوع الإِنساني الموجودين في زمن نزول الآية وهو زمن ظهور الإِسلام كما علمت قريباً .ومخصوص بالناس الذين بلغتهم الدعوة في بلاد العالم على تفاوتها .ولما استُثني منه الذين آمنوا وعملوا الصالحات بقي حكمه متحققاً في غير المؤمنين كما سيأتي ...
والخُسر: مصدر وهو ضد الربح في التجارة ،استعير هنا لسوء العاقبة لمن يظن لنفسه عاقبةً حسنة ،وتلك هي العاقبة الدائمة وهي عاقبة الإِنسان في آخرته من نعيم أو عذاب .
وقد تقدم في قوله تعالى{ فما ربحت تجارتهم} في سورة البقرة ( 16 ) وتكررت نظائره من القرآن آنفاً وبَعيداً .
والظرفية في قوله:{ لفي خسر} مجازية شبهت ملازمة الخسر بإحاطة الظرف بالمظروف فكانت أبلغ من أن يقال: إن الإنسان لخاسر .
ومجيء هذا الخبر على العموم مع تأكيده بالقَسم وحرفِ التوكيد في جوابه ،يفيد التهويل والإِنذار بالحالة المحيطة بمعظم الناس .