عطف على جملة{ أفمن يخلق كمن لا يخلق}[ سورة النحل: 17] وجملة{ والله يعلم ما تسرون}[ سورة النحل: 19] .
وما صدْق{ الذين} الأصنامُ .وظاهر أن الخطاب هنا متمحّض للمشركين وهم بعض المخاطبين في الضمائر السابقة .
والمقصود من هذه الجملة التصريح بما استفيد ضمناً مما قبلها وهو نفي الخالقية ونفي العلم عن الأصنام .
فالخبر الأول وهو جملة{ لا يخلقون شيئاً} استفيد من جملة{ أفمن يخلق كمن لا يخلق}[ سورة النحل: 17] وعطف{ وهم يخلقون} ارتقاء في الاستدلال على انتفاء إلهيتها .
والخبر الثاني وهو جملة{ أموات غير أحياء} تصريح بما استفيد من جملة{ والله يعلم ما تسرون وما تعلنون}[ سورة النحل: 19] بطريقة نفي الشيء بنفي ملزومه .وهي طريقة الكناية التي هي كذكر الشيء بدليله .فنفي الحياة عن الأصنام في قوله:{ غير أحياء} يستلزم نفي العلم عنها لأن الحياة شرط في قبول العلم ،ولأن نفي أن يكونوا يعلمون ما هو من أحوالهم يستلزم انتفاء أن يعلموا أحوال غيرهم بدلالة فحوى الخطاب ،ومن كان هكذا فهو غير إله .
وأسند{ يخلقون} إلى النائب لظهور الفاعل من المقام ،أي وهم مخلوقون لله تعالى ،فإنهم من الحجارة التي هي من خلق الله ،ولا يخرجها نحت البشر إيّاها على صور وأشكال عن كون الأصل مخلوقاً لله تعالى .كما قال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام قوله:{ والله خلقكم وما تعملون}[ سورة الصافات: 96] .