( أنا ) ضمير فصل ،فلذلك كان أقل} منصوباً على أنه مفعول ثاننٍ ل{ ترن} ولا اعتداد بالضمير .
و ( عسى ) للرجاء ،وهو طلب الأمر القريب الحصول .ولعله أراد به الدعاء لنفسه وعلى صاحبه .
والحسبان: مصدر حسب كالغفران .وهو هنا صفة لموصوف محذوف ،أي هلاكاً حسباناً ،أي مقدراً من الله ،كقوله تعالى:{ عطاء حساباً}[ النبأ: 36] .وقيل: الحسبان اسم جمع لسهام قصار يرمى بها في طلق واحد وليس له مفرد .وقيل: اسم جمع حُسبانة وهي الصاعقة .وقيل: اسم للجراد .والمعاني الأربعة صالحة هنا ،والسماء: الجو المرتفع فوق الأرض .
والصعيد: وجه الأرض .وتقدم عند قوله تعالى:{ فتيمموا صعيداً طيباً}[ المائدة: 6] .وفسروه هنا بذلك فيكون ذكره هنا توطئة لإجراء الصفة عليه وهي{ زلقاً} .
وفي « اللسان » عن الليث « يقال للحَديقة ،إذا خربت وذهب شجراؤها: قد صارت صعيداً ،أي أرضاً مستوية لا شجر فيها »ا هـ .وهذا إذا صح أحسن هنا ،ويكون وصفه ب{ زلقاً} مبالغة في انعدام النفع به بالمرة .لكني أظن أن الليث ابتكر هذا المعنى من هذه الآية وهو تفسير معنى الكلام وليس تبييناً لمدلول لفظ صعيد .ونظيره قوله:{ وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً}[ الكهف: 8] في أول هذه السورة .
والزلق: مصدر زلقت الرجل ،إذا اضطربت وزلت على الأرض فلم تستقر .ووصف الأرض بذلك مبالغة ،أي ذات زلق ،أي هي مزْلِقَة .