الوزير: فعيل بمعنى فاعل ،من وَزار على غير قياس ،مثل حكيم من أحكم ،وهو مشتق من الأزْر ،وهو المعونة ،والمؤازرة كذلك ،والكل مشتق من الأزر ،أي الظهر ،كما سيأتي قريباً ،فحقه أن يكون أزيراً بالهمزة إلا أنّهم قلبوا همزته واواً حملاً على موازر الذي هو بمعناه الذي قلبت همزته واواً لانضمام ما قبلها .فلما كثر في الكلام قولهم: موازر ويوازر بالواو نطقوا بنظيره في المعنى بالواو بدون موجب للقلب إلاّ الحمل على النظير في النطق ،أي اعتياد النطق بهمزته واواً ،أي اجعَل معيناً من أهلي .
وخصّ هارون لفرط ثقته به ولأنه كان فصيح اللسان مقوالاً ،فكونه من أهله مظنة النصح له ،وكونه أخاه أقوى في المناصحة ،وكونه الأخ الخاصّ لأنه معلوم عنده بأصالة الرأي .
وجملة{ اشْدُدْ به أَزْرِي} على قراءة الجمهور بصيغة الأمر في فعلي{ اشدد} ،وأشرك بيان لجملة{ اجْعَل لي وَزِيراً} .سأل الله أن يجعله معيناً له في أعماله ،وسأله أن يأذن له بأن يكون شريكاً لموسى في أمره ،أي أمر رسالته .
وقرأ ابن عامر بصيغة المتكلم بفتح الهمزة المقطوعة في « اشدُد » وبضم همزة « أشركه » ،فالفعلان إذن مجزومان في جواب الدعاء كما جزم{ يفقهوا قولي .