أي تفرع على موعظة موسى تنازُعهم الأمرَ بينهم ،وهذا يؤذن بأن منهم من تركتْ فيه الموعظة بعضَ الأثر ،ومنهم من خشي الانخذال ،فلذلك دعا بعضهم بعضاً للتشاور فيما ذا يصنعون .
والتنازل: تفاعل من النزع ،وهو الجَذْب من البئر ،وجَذْب الثوب من الجسد ،وهو مستعمل تمثيلاً في اختلاف الرأي ومحاولة كل صاحب رأي أن يقنع المخالف له بأن رأيه هو الصواب ،فالتنازع: التخالف .
والنّجوى: الحديث السريّ ،أي اختَلَوْا وتحادثوا سِرّاً ليَصدروا عن رأي لا يطّلع عليه غيرهم ،فجَعْلُ النجوى معمولاً ل{ أسَرّوا} يفيد المبالغة في الكتمان ،كأنه قيل: أسرّوا سرّهم ،كما يقال: شعر شاعر .
وزادهُ مبالغة قوله{ بَيْنَهُم} المقتضي أنّ النجوى بين طائفة خاصة لا يشترك معهم فيها غيرهم .