تعقيب قصة نوح وقومه بقصة رسول آخر ،أي أخرى ،وما بعدها من القصص يراد منه أن ما أصاب قوم نوح على تكذيبهم له لم يكن صدفة ولكنه سنة الله في المكذبين لرسله ولذلك لم يعيَّن القرن ولا القرون بأسمائهم .
والقرن: الأمة .والأظهر أن المراد به هنا ثمود لأنه الذي يناسبه قوله في آخر القصة{ فأخذتهم الصيحة بالحق}[ المؤمنون: 41] ،لأن ثمود أُهلكوا بالصاعقة ولقوله{ قال عمَّا قليلٍ لَيُصْبِحُنّ نادمين}[ المؤمنون: 40] مع قوله في سورة الحجر ( 83 ){ فأخذتهم الصيحَةُ مصبحين} فكان هلاكهم في الصباح .ولعل تخصيصهم بالذكر هنا دون عاد خلافاً لما تكرر في غير هذه الآية لأن العبرة بحالهم أظهر لبقاء آثار ديارهم بالحِجر كما قال تعالى:{ وإنكم لَتَمُرّونَ عليهم مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أفلا تعقلون}[ الصافات: 137 ،138] .