وقوله{ فأرسلنا فيهم رسولاً} أي جعل الرسول بينهم وهو منهم ،أي من قبيلتهم .وضمير الجمع عائد إلى{ قرناً} لأنه في تأويل ( الناس ) كقوله{ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا}[ الحجرات: 9] .
وعُدِّي فعل{ أرسلنَا} ب ( في ) دون ( إلى ) لإفادة أن الرسول كان منهم ونشأ فيهم لأن القرن لما لم يعين باسم حتى يعرف أن رسولهم منهم أو وارداً إليهم مثل لوط لأهل ( سدوم ) ،ويونس لأهل ( نينوَى ) ،وموسى للقبط .وكان التنبيه على أن رسولهم منهم مقصوداً إتماماً للمماثلة بين حالهم وحال الذين أرسل إليهم محمد صلى الله عليه وسلم وكلام رسولهم مثل كلام نوح .
و ( أنْ ) تفسير لما تضمنه{ أرسلنا} من معنى القول .