وجيء في القسم بالتاء دون الواو والباء لأن التاء تختص بالقسم في شيء متعجب منه كما تقدم في قوله تعالى:{ قالوا تالله لقد علمتم ما جئنَا لنُفسد في الأرض} في سورة يوسف ( 73 ) ،وقوله:{ وتالله لأكيدَنّ أصنامكم} في سورة الأنبياء ( 57 ) ،فهم يعجبون من ضلالهم إذ ناطوا آمالهم المعونة والنصر بحجارة لا تغني عنهم شيئاً .ولذلك أفادوا تمكن الضلال منهم باجتلاب حرف الظرفية المستعار لمعنى الملابسة لأن المظروف شديد الملابسة لظرفه ،وأكدوا ذلك بوصفهم الضلالَ بالمبين ،أي الواضح البيّن .وفي هذا تسفيه منهم لأنفسهم إذ تمشّى عليها هذا الضلال الذي ما كان له أن يروج على ذي مُسكة من عقل .