ومجيء جملة:{ الله لا إله إلا هو} عقب ذلك استئناف هو بمنزلة النتيجة للصفات التي أجريت على اسم الجلالة وهو المقصود من هذا التذييل ،أي ليس لغير الله شُبهة إلهية .
وقوله:{ رب العرش العظيم} أي مالك الفلك الأعظم المحيط بالعوالم العليا وقد تقدم .وفي هذا تعريض بأن عظمة مُلك بلقيس وعِظَم عرشها ما كان حقيقاً بأن يغرها بالإعراض عن عبادة الله تعالى لأن الله هو رب الملك الأعظم ،فتعريف{ العرش} للدلالة على معنى الكمال .ووصفه ب{ العظيم} للدلالة على كمال العظم في تجسم النفاسة .
وفي منتهى هذه الآية موضع سجود تلاوة تحقيقاً للعمل بمقتضى قوله:{ ألا يسجدوا لله} .وسواء قرىء بتشديد اللام من قوله:{ ألاّ يسجدوا} أم بتخفيفها لأن مآل المعنى على القراءتين واحد وهو إنكار سجودهم لغير الله لأن الله هو الحقيق بالسجود .